Page 71 - مجلة العين الساهرة
P. 71

‫فـــكـــــــــــــــــــــــرة الآداب‬                       ‫وهذا الذي يجعل الم�شرع ي�صمت‬
                                  ‫العامـة تعتبـر الجانـب‬                                      ‫عن تعريفه لاعتبارات مختلفة‪،‬‬
                                  ‫الأخـلاقـــــــــي لـفـكـــرة‬                               ‫منها ات�ساع م�ضمون الفكرة‬
                                  ‫الـنـظــــــــــــــــام الــعــــــام‬                      ‫وتغيره باعتبار المكان والزمان‪،‬‬
                                  ‫وهـــي مـن الـقـواعـــد‬                                     ‫وقد يكون المبرر من ذلك هو‬
                                  ‫الضروريـة للمحافظـة‬                                         ‫ترك مجال تغييره لل�سلطة ا ألعلى‬
                                  ‫علـى الـمـجـتـمــع مـن‬                                      ‫في الدولة على اعتبار أ�ن النظام‬
                                                                                              ‫العام ال�سيا�سي هو الذي يحكم‬
                                             ‫الانـحــال‪.‬‬                                      ‫الو�ضعية الاقت�صادية وال�سيا�سية‬
                                                                                              ‫والاجتماعية والثقافية في الدولة‬                    ‫عبداللهابلننقميحبم‪/‬د مقيبل‬
                                                                                              ‫‪ ،‬وهو ما أ�كدت عليه وزارة العدل‬
                                                                                              ‫وال�ش ؤ�ون القانونية حينما عرفت‬                      ‫إ�دارة ال�ش�ؤون القانونية‬
                                                                                              ‫المق�صود بالنظام العام ب�أنه‪»:‬‬
                                                                                              ‫مجموعة القواعد القانونية التي‬                    ‫فلي�س من الي�سر تحديد‬
                                                                                              ‫ترمي �إلى تحقيق م�صلحة عامة‪،‬‬                     ‫المق�صود بالنظام العام ؛ ألن هذه‬
                                                                                              ‫�سواء كانت �سيا�سية أ�و اجتماعية‬                 ‫الفكرة ن�سبية غير ثابتة‪ ،‬و ألنها‬
                                                                                              ‫أ�و اقت�صادية تتعلق بالنظام ا ألعلى‬              ‫ت�ضيق وتت�سع ح�سب ما يعتاده النا�س‬
                                  ‫تتمج�اصلهحلةكلاي ًاألفالرامد�صلدوحنة‬  ‫وتعلو على‬             ‫للمجتمع‪ ،‬وتعلو على م�صالح‬                        ‫ثفمابيطتلةقح ًات�يضتحامرداةد�شمالعىيننمظةعا‪،‬مكوللاالزتعوماامجندتوقمحاكدعايدند ًةا‪،‬‬
                                                                        ‫�أن تغفل أ�و‬          ‫الأفراد‪ ،‬فيجب على الجميع مراعاة‬                  ‫حتى قيل ب أ�ن البحث عن مفهوم‬
                                                                                              ‫تلك الم�صلحة‪ ،‬وتحقيقها‪ ،‬ولا‬                      ‫للنظام العام معناه الم�شي على‬
                                  ‫الفردية‪ ،‬حيث ينبغي على جميع‬                                 ‫يجوز لهم مناه�ضتها باتفاقات‬                      ‫رمال رخوة (‪ ،)٣‬ويقول الفقيه عبد‬
                                  ‫الأفراد مراعاة تلك الم�صلحة ولا‬                             ‫خا�صة بينهم‪ ،‬ولو كان من �ش أ�ن تلك‬               ‫الرزاق ال�سنهوري في �شرح مفهوم‬
                                  ‫يجوز لهم الاتفاق على ما يخالفها‬                             ‫الاتفاقات تحقيق م�صلحة خا�صة‬                     ‫النظام العام ا آلتي‪ »:‬الم�س أ�لة لا‬
                                  ‫؛ لأن الم�صلحة العامة ت�سمو على‬                             ‫لهم ‪� -‬أ�سا�س ذلك ‪ -‬أ�ن الم�صلحة‬                 ‫ايلجم�دسايئفليهاالنقا�نوصنتي�ةشرتيععقيي‪،‬د ًاو‪،‬هيفنأ�كحثرن‬
                                             ‫الم�صلحة الفردية‪.‬‬                                ‫العامة مقدمة على الم�صالح‬                        ‫نريد أ�ن نعرف ما �إذا كانت قاعدة‬
                                  ‫فالنظام العام فكرة ترمي إ�لى‬                                ‫مثاطلبتق ًاة‬  ‫تقحادعيدد ًاة‬  ‫توجد‬    ‫الفردية لا‬  ‫قانونية معينة تتعلق بنظام المجتمع‬
                                  ‫حماية المجتمع الوطني وا أل�س�س‬                                                           ‫العام‬  ‫تحدد النظام‬  ‫ا ألعلى حتى يخ�ضع لها الجميع ولا‬
                                  ‫يقوم‬   ‫الجوهرية التي‬                  ‫وعالليمهباا‪،‬د�أيئ ًا‬  ‫يتما�شى مع كل زمان ومكان‪ ،‬فهو‬                    ‫يجوز ألحد مخالفتها‪ ،‬أ�و هي قاعدة‬
                                  ‫الذي‬  ‫كان الفرع القانوني‬                                    ‫�أمر ن�سبي‪ ،‬فلا يمكن ح�صره في‬                    ‫اختيارية لا يهم المجتمع �أن ي�أخذ‬
                                  ‫ي�ستخدم فيه‪ ،‬ومهما كانت طبيعة‬                               ‫دائرة دون �أخرى‪ ،‬فهو متغير ي�ضيق‬                 ‫بها كل النا�س‪ ،‬وكل �شخ�ص حر في‬
                                  ‫العلاقة القانونية المطروحة‪،‬‬                                 ‫ويت�سع ح�سبما يعده النا�س في بلد‬
                                  ‫فالنظام العام غايته تحقيق هدف‬                                             ‫معين م�صلحة عامة»(‪.)٤‬‬                  ‫إ�تباعها أ�و تعديلها كما �شاء»‪.‬‬
                                  ‫رئي�سي واحد‪ ،‬وهو حماية النظام‬                               ‫وعليه يمكن القول ‪:‬ب أ�ن المبد�أ‬                  ‫ففكرة النظام العام في علم‬
                                  ‫القانوني الوطني وتدعيم قوانين‬                               ‫القانوني الم�شار �إليه لتعريف‬                    ‫القانون هي فكرة محورية ؛ ألنها‬
‫العدد ‪ - ١٦٢‬فــبــرايـــــر ‪٢٠٢٢‬‬  ‫الدولة الأ�سا�سية‪� ،‬سواء عن طريق‬                            ‫النظام من قبل وزارة العدل‬                        ‫قاعدة �أ�سا�سية لتنظيم المجتمع‬
                                  ‫منع ا ألفراد من الاتفاق على ما‬                              ‫وال�ش�ؤون القانونية ب�أنه من�ضبط‬                 ‫وتتعلق بال�صالح العام‪ ،‬وتعتبر‬
                                  ‫يخالفها‪� ،‬أو عن طريق ا�ستبعاد‬                               ‫ومتوازن ب�شكل عام؛ لأن النظام‬                    ‫�صمام الأمان للأنظمة القانونية‬
                                  ‫القوانين ا ألجنبية التي لا يتفق‬                             ‫العام يتعلق بمجموعة القواعد‬
                                  ‫تطبيقها مع الأ�س�س التي يقوم عليها‬                          ‫القانونية التي يق�صد بها تحقيق‬
                                                                                              ‫م�صلحة عامة �سيا�سية �أو اجتماعية‬
                                     ‫النظام القانوني الوطني(‪.)٥‬‬                               ‫�أو اقت�صادية للمحافظة على كيانه‪،‬‬
                                  ‫ويمكن التو�صــــل ب�أن النظام‬
                                  ‫العام يقوم على فكرتين أ��سا�سيتين‪:‬‬                          ‫تتعلق بنظام المجتمع ا ألعلى‬

‫‪71‬‬
   66   67   68   69   70   71   72   73   74   75   76