Page 72 - مجلة العين الساهرة
P. 72

‫قانون‬

‫�أو من حيث الهدف ودرجة إ�لزام‬                               ‫ذاته حماية الطرف ال�ضعيف في‬                                              ‫تتمثل الأولى في الم�صلحة العامة‬
‫كل منهما‪ ،‬وهو ما �سيتم ا�ستعرا�ضه‬                                                  ‫العقد‪.‬‬                                            ‫والتي يطلق عليها فكرة المعارية‪،‬‬
                                                            ‫يختلف من‬    ‫العام‬  ‫دولةإ�ِ َّن�إلاىلن دظاولمة‬                            ‫والثانية تتعلق بالن�سبية‪ ،‬فدعامتا‬
                   ‫كما يلي‪:‬‬                                 ‫ما ت�ؤ�س�س‬  ‫ح�سب‬                                                         ‫النظام العام وركناه الأ�سا�سيان‬
‫كلممننهماح‪:‬يث المفهوم ونطاق‬                                                                                                          ‫هما فكرتا المعيارية والن�سبية‪،‬‬
                                                            ‫عليه مباد�ؤها ؛ل�ضمان تواجدها‬                                            ‫و�سيتم ا�ستعرا�ضهما على النحو‬
‫إ�اقلتعارامن ًةا‬  ‫م�صطلح الآداب‬      ‫يعتبر‬                  ‫وا�ستقرارها‪ ،‬وبالنظر إ�لى كل‬
                  ‫الـمـ�صـطـلـح ـات‬  ‫أ�كـثـر‬  ‫من‬            ‫الم�سائل التي تعتبر من النظام‬                                                             ‫التالي(‪:)٦‬‬
                                                            ‫العام في كافة المجالات ال�سيا�سية‬                                                               ‫فكرة المعيارية‬
‫بالنظام العام‪ ،‬حيث إ�ن أ�غلب‬                                ‫ووااللاثققـاتـفي�ةص‪،‬ادليتـــ�ـصـبـةحوقاـلـاانجوـنتــــم ًاـايعتـيعـيـةن‬  ‫قــوام الـنظــــــام العام هو‬
‫ـرد عبارة الآداب‬  ‫االلـعتـا�مشـةريـعجـنـ ـباًات�إلت ـىـ‬     ‫على المن�ضوين تـحـتـه احـتـرامـــه‬
‫جنب في لـغـــة‬                                                                                                                       ‫الم�صلحة العامة والمتعلق بنظام‬
‫القانون مع عبارة النظام العام‪،‬‬                                                                                                       ‫المجتمع ا ألعلى الذي هو بيئته‪،‬‬
‫وما هذا �إلا ألنها من المجالات التي‬                                                                                                  ‫فالقانون يفتر�ض فيه التعبير عن‬
‫تتعلق بالم�صلحة العامة للمجتمع‪،‬‬                                                                                                      ‫ظروف المجتمع فهو المر آ�ة التي‬
‫والتي يقوم عليها مفهوم النظام‬                                                                                                        ‫تعك�س البيئة الاجتماعية‪ ،‬الأمر‬
                                     ‫العام‪.‬‬                                                                                          ‫هذه‬  ‫تقدير‬             ‫املوم�عضيوارعي ًاف‪،‬ي‬  ‫الذي يجعل‬
‫ويعرف الفقهاء الآداب العامة‬                                 ‫النظــام العــام فكــرة‬                                                  ‫�أن‬  ‫بمعنى‬                                    ‫الم�صلحة‬
‫ب�أنها‪ »:‬مجموعة ا أل�س�س والقيم‬                             ‫ترمــي إلــى حـمـايـــــــة‬                                              ‫الواقع ي ؤ�خذ كما درج عليه النا�س‪،‬‬
‫الأخلاقية التي يقوم عليها البنيان‬                           ‫المـجـتـمـــع الوطـنــــي‬                                                ‫لا كما يجب أ�ن يكون؛ ألن الم�صلحة‬
‫ا أل�سا�سي للمجتمع والتي ت ؤ�دي‬                             ‫والأســس والمبــادئ‬                                                      ‫تتغير وتتبدل ولهذا ينبغي عليها �أن‬
‫مخالفتها إ�لى تفكك المجتمع‬                                  ‫الجوهريـة التـي يقـوم‬                                                    ‫تتواكب مع هذا التبديل والتغيير‪.‬‬
‫وانحلاله»‪ ،‬كما عرفها الفقيه « عبد‬                                                                                                                             ‫فكرة الن�سبية‬
‫الرزاق ال�سنهوري» ب أ�نها‪ »:‬مجموعة‬                                         ‫عليهــا‪.‬‬                                                  ‫تـتـ�أ�ســــ�س فكرة الن�سبية من‬
‫من القواعد ال�سلوكية التي وجد‬                                                                                                        ‫النظام العام في زمن ما قد لا يكون‬
‫الطنباق�ًاسلنا�أنمفو��سسه�أمدبميليز�مسيودنعبلااتقبااتعههما‬                                                                           ‫هو في زمن آ�خر في ذات المجتمع‬
‫الاجتماعية»‪ ،‬وهذا النامو�س الأدبي‬                                                                                                    ‫�أو غيره‪ ،‬حيث أ�ن م�ساحته ومدى‬
‫هو وليد المعتقدات الموروثة‬                                                                                                           ‫القانونية �أمر‬         ‫معطرالديق ًاوامععد‬    ‫تداخله‬
‫والعادات المت أ��صلة وما جرى به‬                             ‫وعـــدم مخـالـفـتــه‪ ،‬ومن هنا فهو‬                                        ‫النظام العام‬                                 ‫يتنا�سب‬
‫العرف وتعارف عليه النا�س(‪،)٧‬‬                                                                                                         ‫�أتنبعا ًالن�لسنبويعة‬  ‫ال�سائد في الدولة‪ ،‬كما‬
‫وتقول الأ�ستاذة «حليمة آ�يت حمود»‬                           ‫مـتـغـيـر ح�سب التغيرات التي تطر أ�‬                                                             ‫فكرة متنوعة تختلف‬
‫ب أ�ن الآداب هي‪ »:‬مجموعة القواعد‬                            ‫�أن‬  ‫ـع‪ ،‬والذي يفتر�ض‬  ‫يعكلوىنالمتمواجتزنم ًاـ‬                           ‫الوظيفة المنوطة بالنظام العام في‬
‫الخلقية التي تدينها الجماعة‬                                         ‫بين مكوناته‪.‬‬                                                     ‫كل المجالات التي ي�سعى إ�ليها‪ ،‬حتى‬
‫في بيئة معينة وع�صر معين‪،‬‬                                   ‫ولا بد من التنويه ‪� :‬إلى �أنه قد‬                                         ‫قال الفقهاء‪� :‬أن النظام العام لا‬
‫وهي وليدة العادات والمعتقدات‬                                ‫يحدث هناك خلط بين مفهوم‬                                                  ‫ينطوي على �أ�صالة‪ ،‬فهو ينتهج ذات‬
                                                            ‫النظام العام مع ا آلداب العامة‬                                           ‫الهدف الذي ت�سعى إ�ليه القاعدة‬                                                                                         ‫العدد ‪ - ١٦٢‬فــبــرايـــــر ‪٢٠٢٢‬‬
              ‫الموروثة» (‪.)٨‬‬                                ‫ب�سبب ارتباطه الدائم مع النظام‬                                           ‫القانونية‪ ،‬غير �أن خ�صو�صيته‬
‫وكما ن�أت الت�شريعات بنف�سها‬                                ‫العام؛مما قد ي ؤ�دي في كثير من‬                                           ‫اتلمقايم ًام‬  ‫مجموعة‬     ‫ت�ستخل�ص من �أن‬
‫عن مهمة تعريف النظام العام‬                                  ‫ا ألحايين �إلى اللب�س والغمو�ض‬                                                         ‫لا تتطابق‬  ‫التي ينطوي عليها‬
‫‪،‬وهو ذات النهج فيما يخ�ص‬                                    ‫للتمييز بينهما‪ ،‬وهو ما يتطلب‬                                             ‫مع تلك القيم المن�صو�ص عليها في‬
‫تعريف ا آلداب العامة‪ ،‬حيث اكتفت‬                             ‫تحديد النقاط التي يمكن �أن يثار‬                                          ‫أ�انملقانقينوعا�اًالض ًنعالدهظلااال‪،‬لمقحواراقنيلودعةنايياةم�ل‪،‬ستتوقعهامددثقايدفيلكةوفعلنويبى أ�االلذحتولياقالكن ًيات‪:‬‬
‫با إل�شارة �إليها �إلى جانب النظام‬                          ‫فيها اللب�س حول مفهومي النظام‬
‫العام في بع�ض مواده‪ ،‬ولذلك‬                                  ‫العام والآداب العامة‪� ،‬سواء من‬
‫اختلف الفقه حول الم�صطلحين �إن‬                              ‫حيث مفهومهما ونطاق كل منهما‪،‬‬

                                                                                                                                                                                                                                                            ‫‪72‬‬
   67   68   69   70   71   72   73   74   75   76   77